غزة 20 سبتمبر 2020 (شينخوا) انتقد الخبير والأكاديمي الفلسطيني حسام الدجني، الديمقراطية الأمريكية، التي تتبناها إدارة الرئيس دونالد ترامب، واصفا إياها بـ"الرأسمالية المتوحشة"، وذلك على خلفية تعاطيها مع انتشار مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) منذ عدة شهور.

وقال الدجني المحاضر في جامعة الأمة في غزة، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إن "فيروس كورونا القاتل كشف الوجه الحقيقي للإدارة الأمريكية التي اتبعت الرأسمالية المتوحشة بهدف المحافظة على المال والاقتصاد وأهملت الجانب الإنساني في إنقاذ الأرواح، مما تسبب بمقتل مئات الآلاف من الضحايا".

وأضاف أنه "طالما تغنت الإدارات الأمريكية المتعاقبة بتبنيها للديمقراطية كأساس للحياة السياسية في الولايات المتحدة، والمساواة بين فئات وطبقات المجتمع، ولكن الواقع المرير اليوم أثبت العكس وخاصة في ظل انتشار وباء العصر".

وأدى التعامل الضعيف والمتعثر مع ملف مرض فيروس كورونا لظهور التمييز العنصري داخل البلاد، وضعف حماية حقوق ومصالح الفئات الضعيفة، وخلق مشاكل جمة مثل الانقسام الاجتماعي، والازدواجية بشأن حقوق الإنسان، وهو ما أثر على ثقة الشعب الأمريكي بجهود الإدارة برئاسة دونالد ترامب، بحسب الدجني .

ورأى أن إصرار الرئيس الأمريكي وإدارته على الحفاظ على دوران العجلة الاقتصادية، هو السبب الرئيسي "لارتفاع أعداد الوفيات والمصابين"، مشيرا إلى "أن التقدم الطبي الأمريكي كان كفيلا بمحاصرة الفيروس في حال اتبعت الحكومة الأمريكية إجراءات صارمة كتلك التي اتبعتها الصين ودول وأوروبية".

وأشار الدجني إلى أن ترامب لم ينس أنه رجل أعمال ومن صناع المال الأمريكيين، "لذلك لم يعير اهتماما للإنسان الأمريكي بقدر ما يهمه مصالحه الشخصية والسياسية بشكل رئيسي"، معتبرا أن هذه "العقلية أضرت بالصورة الأمريكية في العالم".

وتشهد الولايات المتحدة الأمريكية ارتفاعا ملحوظا في عدد الإصابات بكورونا، إذ تجاوزت 6.7 مليون حالة حتى مساء يوم السبت، مع تسجيل أكثر من 199200 حالة وفاة، وفقا لإحصاء صادر عن جامعة جونز هوبكنز.

وقال الدجني، إن "ترامب راهن على مناعة القطيع في محاولة منه لعدم الانشغال بالقضايا الأمريكية الداخلية والعمل على حماية شعبه ومواطنيه من موت محتم، وخاصة المسنين والمرضى بأمراض مزمنة وكذلك ضعيفي المناعة".

واعتبر أن ذلك يدل على أن الإدارة الأمريكية ليست سوى "إدارة رأسمالية غير إنسانية ولا تتمتع بأدنى أسس الأخلاق الإنسانية، بالإضافة إلى أنها لا تلتزم بالقرارات والقوانين العرفية والإنسانية ولا حتى بالمواثيق الدولية".

ورأى الدجني، أن الأوساط الشعبية الأمريكية "ساخطة على ترامب، بسبب تعاطيه المتعجرف مع هذه الكارثة الإنسانية، وكذلك تهربه الدائم من المسؤولية وإلقاء الاتهامات الباطلة فقط على الآخرين".

كما اعتبر الدجني أن الصين "كانت نموذجا يحتذى به لمحاربة الفيروس، من خلال اتباع إجراءات وتدابير قاسية مثل إيقاف الحياة الاقتصادية بشكل كامل، وإغلاق المطارات وعزل المدن الموبوءة، وهي إجراءات ثبت نجاعتها في محاصرة المرض والحد من انتشاره".

وقال "هناك العديد من الدول العربية من ضمنها فلسطين، رغم محدودية إمكانياتها، استطاعت أن تواجه أزمة كورونا بأسلوب أفضل من أمريكا وبأقل الأضرار المادية والبشرية من خلال اتباع النموذج الصيني".

وأضاف الدجني، أن "الحياة ستتوقف لفترة من الزمن، ولكننا سنستعيدها بوجود الإنسان وتعافيه فهو سيكون الأقدر على إعادة بناء حياته من جديد".

ورأى أن مزاعم الديمقراطية لا تستهدف الشعب الأمريكي فحسب، ولكنها تتجاوز ذلك من خلال تعاطي الولايات المتحدة مع دول العالم التي تربطها بها علاقة من نوع واحد فقط، وهي "الهيمنة والسيطرة، وأن كلمتها هي العليا دوما".

وقال الدجني إن "أمريكا لا تهتم بالحقوق السياسية والدبلوماسية والإنسانية، ولا بحق تقرير المصير للشعوب، فهي دوما تقوم بالتدخل بشكل سافر في الشؤون الداخلية للدول من خلال ابتزاز أنظمتها السياسية التي غالبا ما ترضخ لهيمنتها بسبب ضعف حكامها، في وقت تدير الظهر للأمم المتحدة والمجتمع الدولي والمؤسسات الدولية".